كيف تختصر مسيرتك الأكاديمية؟

درست في الجامعة إختصاص ​التصميم​ الغرافيكي لمدة 4 أعوام، إضررت إلى أنتوقفت عن الدراسة عاماً كاملاً نظراً لضيق الحالة المادية، فكان عليّ أن أعمل لأؤمن تكاليف الجامعة والإختصاص الذي يتطلب معدات و​برمجيات​ خاصة.

كيف تصف لنا رحلتك المهنية وصولاً إلى قرارك لتأسيس شركتك الخاصة؟

خلال دراستي الجامعية عملت في جريدة "الوكيل"، بعد أن كنت أتدرب لديهم في المطبعة بهدف جني الخبرة.

بعد تخرجي من الجامعة عملت في Production House يحمل إسم "Golden Vision" ، وكانت الإدارة تسعى إلى تلبية متطلبات الزبون مهما كانت، وكان لدي نظرة مختلفة للأمور، ومن خلال هذه التجربة تعلمت أن أكون أكثر إعتدالاً في أرائي.

قررت في هذه الفترة، أن أتابع دراستي العليا في جامعة "LAU" وحصلت على دبلوم في التسويق.

إنتقلت من بعدها إلى ​دبي​ لمدة عام لأعمل في شركة " shift Technology ضمن محموعة عبدالواحد الرستماني" وهي مجموعة تضم وكالات لكل من "​تويوتا​" ، "إنفنتي"، مرسيديس"، "​بي أم دبليو​" وشركات تكنولوجية عدة تعمل مع  حكومة دبي وأبوظبي و RTA وهي هيئة الطرق المواصلات في ​الإمارات​ و العديد من الشركات الخاصة، وكان دوري في الشركة Senior Designer أحضر عروض الـPresentations 

ولكن بعد فترة إنفصلت عن الشركة لعدة أسباب أبرزها عدم التناغم الفكري على صعيد الرؤية المستقبلية لمسيرتي المهنية.

ثم عملت في ​مؤسس​ات الرعاية الإجتماعية التي تضم دار الأيتام، العمر المديد، لمدة 9 أشهر.

ومن بعدها سنحت لي الفرصة أن أعمل في شركة "GCEL" والتي كانت المحطة المحورية في حياتي المهنية. قبل إنضمامي للشركة كان هدفي أن أبقى في أي مؤسسة أعمل بها لمدة لا تتجاوز الـ16 شهراً بهدف التعرف على أكبر عدد ممكن من الأساليب والأنماط الإدراية. 

ولكن الوضع في "GCEL" كان مختلفاً إذ بدأت بالبحث عن وظيفة آخرى بعد الأسبوع الأول بسبب طبيعية العمل القاسية.! ولكن التحدي كان العامل الأساسي لبقائي في الشركة لمدة 5 أعوام.

في البداية عملت كمصمم غرافيك، وكان هذا تحدٍ بالنسبة لي خاصة أني أعود إلى نقطة البداية، ولكن بعد شهر فقط ترقيت لأصبح في منصب الـ Senior و من بعدها حصلت على منصب الـ Art Director وثم أصبحت مدير الـ "E-service".

رغم قراري السابق على عدم البقاء مدة طويلة في وظيفة واحدة، إستمريت مع "GCEL" رغم كل ​الظروف القاسية​. فـ"GCEL" هي جمعية لا تبغى الربح تسعى لخلق منصة رقمية للتجارة إن أردت أن أبسط عملها فسأقول تشبه "​علي بابا​" و"علي أكسبرس" ، ولكن فئتها المستهدفة ليست ​المستهلك​ المباشر بل الشركات بمعنى آخر من الشركات للشركات B2B . وتعمل الشركة مع والحكومات و المنظمات النصف حكومية كما تعمل أيضا مع ​القطاع الخاص​. المسؤول عن الشركة كان الكابتن سامويل سلوم وهو​لبنان​ي الأصل، وبقي كابتن بحري لأكثر من 10 أعوام، و عليه فقد أتقن جميع الفراغات و المشاكل في سلسلة التصدير والاستيراد و النقل. وبالنسبة له فبمجرد إنضمامك لفريق العمل تصبح على متن سفينة تحسن التجارة و نقلها للمستوى الرقمي العالمي، فالعمل رسالة وليس وظيفة عادية.

وبالفعل سخرت 4 أعوام من عمري في "GCEL" كنا فعلياً ننام في المكاتب! ولكن الخبرة التي إكتسبناها من هذا الرجل بشكل خاص، لم أكن سأجنيها من أي مكان آخر، و كان له الأثر الكبير في حياتي المهنية.

في العام الأخير في الشركة، تزوجت وبالتالي لم أعد قادراً على البقاء حوالي الـ١٨ ساعة في المكتب.

خلال عملي في الشركة كنت أتنقل بين ​ماليزيا​ ولبنان وكانت تجربة ممتازة، رغم أنها تطلبت مني مجهوداً كبيراً ولكنها أضافت إلى مسيرتي المهنية وهذا ما لمسته بعدما إنخرطت في مغامرة عالم الأعمال على صعيد مشروعي الخاص.

هل لك أن تشرح لنا أكثر عن أولى مراحل تأسيس مشروعك الخاص؟

قررت أن أؤسس شركتي الخاصة، وكنت قد رسمت هذا المخطط لحياتي منذ ​زمن​ بعيد، وكانت رؤيتي تتسم بأن أؤسس مشروعي الخاص بعمر لا يتجاوز الـ34 عاماً، لأني إعتبر أني إذا كنت أصغر من ذلك لن أملك الخبرة الكافية، وإذا كنت أكبر من ذلك فلن أتحلى بنفس الروح الإندفاعية.

درست السوق وإكتشفت أنه إذا كان علي ان أؤسس إستديو أو وكالة إعلانية صغيرة ستكون مكلفة جداً على صعيد التجهيز من جهة وعلى صعيد الصمود في السوق اللبناني من جهة ثانية، فالسوق في لبنان و​العالم العربي​ ينعم بعدد هائل من إستديوهات الغرافيك، والوكالات وكل ما يتعلق بها.

وبالتالي كان لدي خيارين، إما أن أستثمر مبلغ مالي ضخم إستطيع من خلاله إستقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن وأخلق "صدمة" في السوق، أو أن أتحلى بقيمة مضافة لا يمتلكها غيري، وبدأت مسيرة البحث عما بمقدوره ان يميزني عن الآخرين في السوق. وخلال دراستي للسوق لفتني نموذج عملي قائم في ​أوروبا​ تحت إسم " PEO" – " Professional Employment Organization "  الذي يسعى لتوفير فريق عمل لأي شركة في مجالي ​الموارد البشرية​ و​المحاسبة​. 

أعجبتني الفكرة، وعدّلت فيها لتتناسب مع مجال عملي وتطلعاتي المهنية وأسست شركة "Portable Talents" .  

مشروعي هذا لم يستهدف السوق اللبناني في البداية لأن لبنان مرّ في نهاية العام 2015، بظروف غير مستقرة  وبالتالي إنصب تركيزي على الجمهور ​الخليجي​.

وكنت قد عملت بشكل مستقل سابقاً على مشاريع في ​السعودية​، كمدينة الأمير محمد الطبية، مدينة الملك فهد الطبية، الهلال الأحمر.

وعندما قررت أن أطلق مشروعي الخاص بشكل رسمي، إتجهت مباشرة إلى السعودية وإجتمعت بشخصيات رفيعة المستوى، ومنهم مسؤول هيئة المطار وصاحب سلسة مطاعم بالسعودية، كنت قد تعرفت عليه سابقاً خلال وظيفتي الأخيرة، وسلمني بعد الإجتماع مشاريع لمطاعمه.

فريقي كان يعمل من لبنان لإنجاز هذه المشاريع، وكان فريق عملي يضم الجنسية المصرية، التركية واللبنانية منهم كان مقيماً في لبنان ومنهم من عمل معنا من محل إقامته في بلده.

كيف تمكنت من إقناع موظفين للعمل بشركتك التي كانت تعتبر حينها في مراحلها الأولى وتحت رحمة "مصير مجهول"؟

لا شك أن هذا الأمر لم يكن سهلاً، ولكني أعتبر أن من أهم ما تعلمته في وظيفتي السابقة و من الكابتن سلوم هو قدرة بيع أو تسويق فكرتك/ منتجك.

وتمكنت من خلال الخطة التي رسمتها من التقرب إلى الفئة المستهدفة من ​الشباب​ بحيث يكتسبوا من خلالها خبرة لمدة 3 أشهر ومن بعدها إذا أحسنوا ​إستثمار​ هذه الكفاءة وأثبتوا جدارتهم يتم تثبيتهم في الشركة ليستلموا فيما بعد مشاريع لمؤسسات آخرى تحت مظلة شركتنا.

لماذا قررت تعديل خطتك وما سر دمج شركتك مع شركة شقيقك؟

بعد فترة من مباشرتي في العمل، توصلت لقناعة تقتضي بأن أي رجل اعمال عليه أن يكون على مقدرة من بيع خدماته او منتجاته في بلده ليتمكن فيما بعد من بيعها او تسويقها للعالم.

لذا اعتبرت أن البداية يجب أن تكون من بلدي.. لبنان.. ومنها إنتشر للعالم.باشرت بالتطبيق وإستملنا ​مواقع التواصل الإجتماعي​ لملاعب الـ"Hoops" الرياضية في لبنان.

في هذه المرحلة الزمنية، عاد أخي خالد من السفر، وكان قد أسس شركة إسمها "GoodFellas Partners"  التي تشكل صلة الوصل بين عالم الترفيه ووكلاء المشاهير.

عمل في هذا المجال لمدة 18 عاماً، كما أسس Fashion TV Café دبي وتعامل مع كبار لمشاهير كـ: Brayan Adams, Paris Hilton، كما نظم أكثر من Standup comedy show في السعودية لمشاهير من أوروبا و​أميركا​.

كان خالد يمتلك الموهبة و القدرة الاسترتيجية المميزة لتطوير العمل و أنا لدي الفريق الفني، وبالتالي قررنا أن ندمج شركتي مع شركته لتصبح الآن شركتنا تحمل إسم "Octupod ".

وباتت هذه الشركة تعتبر بمثابة الشركة الأم لعدة شركات آخرى تندرج تحتها من ضمنها "Portable Talents".

بالتوازي مع ذلك ضمن "Octupod" تعمل شركة "إمبرزاريو" وتعني "المنتج" تطور مفهوم الشركة مع الوقت ليضم مجال المعارض الضخمة منها مثلاً "Transformers" و "CSI" وغيرها الكثير.

هذه المعارض تحتاج إلى مسافة لا تقل عن 1200 متر مربع مع ​تكنولوجيا​ خاصة، دخلت للشرق الأوسط للمرة الأولى من خلالنا.

كما عملنا مع "Marvel" المالكين لحقوق "Iron Man" و "Spiderman" "Marvel Appearance" في Comic-COn بنسخته الأولى في السعودية. 

كما تضم مجموعتنا شركة " BigFooti" المتخصصة في مجال النشاطات المناسبات الرياضية، وتشاركنا مع ميشال سلغادو نقوم بمعسكرات ​كرة القدم​ للأطفال مع أهم أساطير كرة القدم، ولدينا برنامج مع رونالدينيو يحمل إسم "Samba on the Beach" وهي لعبة مشابهة للعبة الـVolley Ball ولكنها تُلعب بالقدمين وعلى الشاطئ.

ولدينا برنامج يحمل إسم "How I Compete" والذي يضم مدربين كزيدان وغيره لتدريب المدربين العرب.

بالإضافة إلى شركة " Good Fellas Partners" التي تعنى في مجال الديكور الداخلي والخارجي.

ما هي أبرز المصاعب التي واجهتها عند تأسيس شركتك الخاصة وكيف واجهتها؟

عادة ما يتوقع الفرد عند تأسيس مشروعه الخاص أن أضخم المشاكل التي ستواجهه ستكون مالية، ولأني كنت أعمل في شركة لمدة طويلة كان لدي إطلاع على السوق، ولكن هذه الأمور تتبلور أكثر عندما تكون حاضراً على الأرض.

وبالنسبة لي ​آلية​ سير العملية في عالم الأعمال في كل من السوق اللبناني والخليجي حتى الساعة ليست واضحة.

من جهة أخرى، كنت أسمع كثيراً أنه لا يوجد فرص عمل كافية في لبنان ولكن ما إكتشفته هو وجود العديد من فرص العمل ولكن غياب للمهارات الفعالة فالعديد من طالبي الوظيفة لا يملكون ثقافة التقديم السليم على الوظيفة التي تناسب مهاراتهم وقدراتهم، فهم يتقدمون بطلب عمل لأي فرصة عمل تصادفهم. وبالتالي الشركات لا تحظى بموظفين والموظفين لا يحصلوا على فرص مناسبة.

عملكم مبني على "المهارات" ما هي النصيحة التي تود إيصالها للمهارات اللبنانية الشابة؟

أقول للشاب اللبناني إعرف هدفك أولاً! وإبني سيرتك الذاتية على هذا الأساس، لا تتقدم بطلب عمل فقط لحاجتك للعمل، وإن إضررت إلى ذلك، ضع نصب عيناك هدفاً تسعى للوصول إليه في الأعوام المقبلة.

وأقول له" لا تنصدم، فكل يوم ستواجه صعوبات، فلا تيأس"، ولكن اللذة في الطريق وليس في الوصول.. من أحد العبارات التي حملتها معي من الكابتن سلّوم "If you don't have the right answer, ask the right question" بمعنى آخر إذا كنت لا تدري لماذا لم تحصل على وظيفة بعد؟ إسأل نفسك هذا السؤال وإكتب ​نقاط ضعف​ك وقوتك على ورقة، لكل منا نقاط ضعف وهذا لا يُعيب الإنسان، لا تخفيها لأنه عندما تكتشفها الشركة في مرحلة لاحقة ستتجاهل نقاط قوتك أو لن تصدقها بعد الآن. كن صادقاً مع نفسك أولاً!

وكن على يقين بأن على قدر ما تتعب على قدر ما ستحصد في نهاية المطاف!